Adventures: By Osama Farid
تبقى سمة أخرى تُميز تجربة الفنان أسامة فريد، وهي سمة مثيرة للدهشة والتساؤل أحياناً، إذ يجب أن نُشير هنا إلى تنوع واختلاف أسلوبه في بناء العمل، وهي سمة نادراً ما نجد لها مثيلاً عند فنانين آخرين. يجمع الفنان في ممارسته التصويرية بين أساليب عدة في التعامل مع اللوحة، فهو يرسم العمارة والمشهد الطبيعي، كما يُبحر في دروب التجريد والاختزال. هو يفعل ذلك كطائر ينتقل من شجرة لأخرى، أو كنحلة شغوفة بتجربة كافة أنواع الرحيق. ولعل تفجر كل هذه الطاقة خلال السنوات العشر الأخيرة فقط، قد يفسر هذه الرغبة لديه في خوض أكثر من مغامرة في الوقت نفسه، حتى بات هذا التنوع اللافت سمة رئيسية في تجربته التصويرية.
إن المتأمل لتجربة أسامة فريد لا بد أن يلتفت إلى هذا المسار الاستثنائي الذي يميز أعماله، فهو لا ينتقل من تجربة لأخرى وفق خط مستقيم وثابت، بل نراه يأتي بقفزات وانتقالات سريعة، ثم ما يلبث أن يخفف من وتيرة هذا التسارع لينغمس بكل جوارحه في تجربة مختلفة. هو قد يرسم اليوم مشهداً طبيعياً وفي اليوم الذي يليه نراه مستغرقاً في عمل آخر أقرب إلى التجريد اللوني. وهو في تجاربه اللونية تلك يتبع أسلوباً لا يقل إثارة وجاذبية عن أساليبه الأخرى. في هذه التجارب يخفي الفنان الشكل ويختزله فإذا به أكثر وضوحاً وتألقاً تحت تأثير هذه الضربات الملونة والمضيئة لفرشاة الرسم.